You are currently viewing ورشة عمل .. المواطنة بين الحاضر والماضي

ورشة عمل .. المواطنة بين الحاضر والماضي

طفل الروضة وقيم الانتماء الوطني

                                                                             م.م وفاء قيس كريم

                   مركز ابحاث الطفولة والامومة / جامعة ديالى

ورقة عمل مقدمة الى مركز التنمية للدراسات والتدريب للمشاركة في الورشة التي سيعقدها في16/7/2016 وتحت عنون” المواطنة بين الحاضر والماضي” وتحت شعار

“المواطنة طريق بناء مجتمع سليم

 مشكلة الورقة والحاجة اليها

       تعد الاسرة منظومة اجتماعية يتأثر بها الطفل منذ ولادته وقبلها، وفيها يتعلم لغة مجتمعه وثقافته وقيمه واتجاهاته ، وهي البيئة الاهم والمسؤولة عن تنشئة الطفل ورعايته، حيث يشبع من خلالها حاجاته المادية والنفسية والاجتماعية، ويشعر بالأمان والمحبة والاطمئنان ، ويصبح اكثر توافقاً مع نفسه والاخرين، والتنشئة السوية تقتضي معايشة الطفل لوسط اسري سليم بوجود الاب والام في جو مشبع بالحب والعطف وان اي خلل في ذلك يؤثر سلباَ على شخصية الطفل(القمش والامام،2006: 26).

        والانتماء من الحاجات النفسية الاجتماعية للكائن البشري اذا ان لها اساس فطري يدفعه الى اشباعه من خلال التفاعل بإيجابية مع المجتمع الذي يعيش فيه من اجل ان يتحقق لديه النمو السوي السليم ومن اجل تعزيز ثقته بنفسه والشعور بالأمن النفسي اذ بدونه يشعر الفرد بالضياع مما يظهر ذلك في معاداته ونفوره من الواقع الاجتماعي بل واعراضه عن اي قيم وكان سولك اللا منتمي يتم عن عدم تقبل الحياة الانسانية التي تعيشها الكائنات في هذا المجتمع الانساني  ومن هنا يتضح اهمية الانتماء سواء كان سياسياً ام وطنياً ام ثقافياً(اصقعية:2000: 76).

       ويؤكد فروم Froum ان الطفل يحتاج الى الاحساس بالانتماء الى اخيه الى مجتمعه وبالإحساس بالقدرة على الابداع والابتكار وان يكون سيد الطبيعة وليس ضحيه مستسلمة لها وان يشعر بالاستقلال الذاتي (مرسي،1985: 118).

        يدفعنا الشعور القوي بالانتماء إلى الوطن العربي الكبير ، إلى إفراغ الجهود وبذل كل ما أوتينا من قوة وعزم في سبيل رفع شأنها وإعلاء كلمتها والنهوض بها والعمل على تقدمها وازدهارها ورفع هامتها عالية بين الأمم  وأما عدم الانتماء فإنه يولد الفتور والسلبية واللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية  وينبغي أن يدرك الشباب أنه يتعرض لكثير من حملات الغزو الثقافي التي يشنها أعداء الإسلام للنيل من قوة الشخصية ومن صلابة الإرادة العربية ومن قوة  العقيدة الاسلامية.

         وان لكل مجتمع سامته الخاصة التي تميز افراده عن غيرهم من ابناء المجتمعات الاخرى، ومع تغير طبيعة العالم المعاصر من حيث سيطرة  موازين القوى وسيطرة القطب الواحد وظهور التكتلات السياسية والاقتصادية، وتنامي تبني الفكر الغربي وعبور هذا الفكر الحدود الجغرافية من خلال الجسور التي مدتها تكنولوجيا الاتصالات، والتركيز على خيار الفرد كمرجع للخيارات الحياتية والسياسية  وفي ظل هذه التغيرات شهد مفهوم الانتماء والوطني تبدلا واضحا في مضمونه واستخدامه ودلالته(الحربي،2010: 19).

     اذ يلاحظ ان  الكثير من الشباب في كثير من مجتمعاتنا العربية يعاني من مشكلة ضعف الشعور بالانتماء سواء كان هذا الانتماء إلى مجتمعاتهم المحلية ، أو إلى أسرهم ، أو إلى أمة الإسلام وشريعته الغراء . فالشباب يشعر بالغربة على أرضه وعدم الانتماء . فلا يشعر مثل هؤلاء الشباب بالتوحد و الاتحاد في كيان واحد وجسد واحد مع مجتمعهم  والمفروض _ إذا تربى الشاب تربية دينية وطنية واجتماعية وأسرية سوية _ أن يشعر أنه ومجتمعه جسد واحد وكيان واحد ، ومن ثم يسعد لسعادة مجتمعه ويتألم لآلامه ويحتضن مبادئ مجتمعه وأهدافه ورسالته وقيمه ومعاييره ونظمه وفلسفته وعقيدته ، وتصبح هذه القيم قيمه هو ومن ثم ينبري ويتصدى للدفاع عنها وحمايتها . كما ينبري للدفاع عن الوطن إذا ما أحدقت به الأخطار .      واخيراً فان المشكلة الحقيقة التي تواجهها مجتمعاتنا العربية تكمن في قصور نظرتها الى معنى الانتماء مما يؤدي الى انتشار بعض الافكار والمظاهر المستوحاة من الغرب بسبب الانبهار بالحضارة الغربية والتي تحمل في طيتها معنا غير المعنى الظاهر لها ،وان سبب هذا انتشار هو الابتعاد عن الدين والقيم والعادات وكذلك سيادة المادة في العلاقات الإنسانية(حماد،2004: 97).

     لذلك رات الباحثة ان تبحث عن جذور المشكلة في السنوات المبكرة الاولى والمسؤولة عن تكون القيم لدى الاطفال الا وهي مرحلة رياض الاطفال . ان الاطفال في اي مجتمع من المجتمعات الذين هم يصنعون بإرادتهم وفكرهم وتعلمهم مستقبلا زاهرا لبلادهم وتوكد التربية الحديثة على تربية الفرد الصالح الواعي والمنتمي الى شعبه وامته ويكسب هذه المفاهيم وبشكل متدرج من الأسرة الى الروضة فالبيئة الخارجية ومن ثم المجتمع الحلي وبالتالي الوطن العربي الكبير(حتمو،2009: 3).

 

اهمية البحث

       يمس موضوع الورقة كيان المجتمع وامنه القومي حيث يتصدى لمتغير ذاع صيته ضمن مفردات العولمة الا وهو الانتماء الوطني حيث يعد موضوع الانتماء الوطني من الموضوعات التي شغلت وما زالت تشغل بال علماء النفس والاجتماع والسياسة وسبب ذلك هو الثورة المعلوماتية ما رافقها من تغييرات سريعة للمجتمعات المعاصرة ، واخيرا بروز فكرة العولمة مما ادى الى ظهور تحديات عالمية تهدد الانتماء الوطني وان الطفولة مرحله عمرية حاسمة، تعتبر من اهم المراحل في حياة الانسان، ، و خصائصه الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية وتتطور ذاتيته ، ويتحدث ذلك في حدود قدراته المتوارثة وامكانيات البيئة التي يعيش فيها، ومدى ما يحصل عليه من رعاية ، نفسية تربوية وروحية وماديه في نطاق الاسرة والمجتمع ، اذ ان البدء مع الطفل هو الطريق الحقيقي نحو مستقبل زاهر، فبناء المواطن العصري نفسيا ً واجتماعياً وثقافياً يبدا منذ الطفولة الاولى لما تحدثه التنشئة المبكرة من تأثير كبير في شخصية الطفل وخلق عوامل الايجابية والمبادرة لديه كقيم الانتماء التي ينبغي ان تغرس في وقت مبكر لدى الاطفال فأطفال  اليوم الذين هم رجال الغد وصناع مستقبله الى وطنهم

 الانتماء الوطني National affiliation

عرفه علي (1998): وهو احساس المواطن بانه جزء  من وطنه فيتعلق به ويكن له الولاء، و يظهر ذلك من خلال احترامه  لقوانين وطنه والتزام بها ومحاولة الارتقاء به والمحافظة على ثرواته (علي،1998: 232).

وعرفه الحربي (2010): وهو اتجاه ايجابي مفعم بالحب ويستشعره الفرد اتجاه وطنه مؤكدا وجود ارتباط وانتساب نحو هذا الوطن- باعتباره عضواً فيه- وشعر بالفخر والولاء والاعتزاز لانتمائه  له ويكون على وعي وادراك لمشاكله ولا يتخلى عنه ان اشتدت به الازمات( الحربي ،2010: 24).

وعرفه الطلاع (2010): وهو الاحساس بالارتباط بالأرض التي ولد فيها وتوحد معها ، ويشعر بان هنالك رابط بينه وبينها كالدم والمصير والاهداف والثقافة والتاريخ والامان ، ويدافع عنها اذا ما تعرضت هذه الرابطة الى اعتداء او مصادرة( الطلاع،2010: 628).

وتعرف الباحثة اجرائياَ الانتماء الوطني هو الدرجة التي تحصل عليها الفئة المستهدفة على مقياس الانتماء المستخدم في الدراسة.

اطفال الروضة:- Kindergartners

   المقصود بهم الاطفال الملتحقين برياض الأطفال والذي يتراوح عمره من ( 6-4 ) سنوات وتعتبر هذه الفترة هي فترة المرونة والقابلية للتعلم وتطوير المهارات ، كما أنها فترة النشاط الأكبر والنمو اللغوي الأكثر (القداح ،1997: 10).

مفهوم الانتماء الوطني

      الانتماء في  اللغة ما خوذة من النماء اي الزيادة والارتفاع والعلو، ويقال انتمي فلان الى فلان اي اذ ارتفع اليه في النسب والانتماء في الاصطلاح هو الانتساب الحقيقي للدين والوطن فكرا وتجسده الجوارح عملا والرغبة في تقمص عضوية ما لمحبة الفرد لذلك والاعتزاز بالانضمام الى هذا الشي ( الدردوع واخرون، 1999: 37).

      ويشر مفهوم الانتماء الى الانتساب الى كيان ما يكون الفرد متوحدا معه مندمجاً فيه باعتباره عضواً مقبولاً وله شرف الانتساب اليه ويشعر بالأمان فيه وقد يكون هذا الكيان جماعة، طبقة، وطن وهذا يعني تدخل الولاء مع الانتماء والذي يعبر الفرد من خلاله عن مشاعره اتجاه هذا الكيان(العامر، 2005: 12)، ويمثل انتماء الروابط العاطفية والنفسية والذهنية التي تجذب فرداً او جماعة الى معتقد او فكرة او مذهب او مؤسسة بدرجة من القوة تجعل المنتمي يحرص على سلامتها وكرامتها مر (عمر،2010: 2).

     والانتماء الوطني هو ارتباط وانتساب الفرد او الجماعة لقطعة معينة من الارض والتعلق بها، وحب اهلها واصحابها والحنين اليها عند الاغتراب عنها والاستعداد للدفاع عنها من الاخطار التي تهدد كيانها والانتماء للوطن يتطلب التضحية والنصرة والبذل والعطاء من اجله والولاء والانتماء الوطني لا يرتبط بالالتصاق الجسدي للفرد بالوطن بل يتعدى ذلك يجب ان يسعى الى رقي وطنه وخدمته في الداخل والخارج (اقصعية
،2000: 23).

      ويرى النجار (1998: 23) ان الانتماء الوطني ما هو الا احساس اتجاه الوطن يدفع الفرد للولاء له والفخر بالانتساب اليه ، اما القاعود والطاهات(1995: 91) فيرايا ان الانتماء الوطني هو الفخر والاعتزاز بالوطن والعمل الجاد من اجل الصالح العام وهو الانتماء للدين فكراً وعملاً وهو تربية للضمير لدى الفرد.

      واخيراً ان الانتماء الوطني هو السلوك المعبر عن الامتثال للقيم الوطنية السائدة في المجتمع الذي ينمتي اليه الفرد، والاعتزاز بالرموز الوطنية والالتزام بالقوانين والانظمة السائدة والمحافظة على ثروات الوطن وممتلكاته وتشجيع المنتجات الوطنية والمشاركة في الاعمال الطوعية والاستعداد للدفاع عن الوطن والتضحية من اجله ( ابو فودة،2007: 1).

ابعاد الانتماء الوطني

  • أ‌.الهوية:- يسعى الانتماء الى توطيد الهوية التي تعد دليلا على وجود الانتماءفهو يدعم الهوية ويقويها اي ان الهوية هي نتاجالانتماء. وتعد الهوية من اكثر الحاجات الانسانية شيوعيا في الجنس البشري حيث يدرك الفرد هويته يستطيع ان يعرف من هو؟ وما سبب وجوده؟ وما الاهداف التي يسعى اليها؟فمعالحاجة الانتماء تتولد مفهوم الانتماء.(العناني،2007: 88)

ب. الجماعية:- ان الروابط الانتمائية تؤكد ميل الفرد نحو الجماعية، ويمكن التعبير عنها من خلال التفاعل مع الهدف العام للجماعة التي يندمجون بها والتي يسودها الاحترام والتماسك والتعاون الرغبة في المشاعر الوجدانية الدافئة وتعزز الجماعة الحب والتفاعل والاجتماعية وهذه الامور جميعها تعمل على تقوية الانتماء من خلال الاستمتاع بالتفاعل الحميم والحب والاحترام المتبادل.                                                         

ج. الولاء:- الولاء جوهر الالتزام يدعم الهوية الذاتية ويقوي الجماعة ويركز على المسايرة ويدعو الى تأييد الفرد لجماعته ويشير الى مدى الانتماء اليها ومع انه الاساس القوي الذي يدعم الهوية الا انه في الوقت ذاته يعتبر الجماعة مسؤولة عن الاهتمام بكل حاجات اعضائها من الالتزامات المتبادلة (الشعراوي،2008: 31).

 د. الالتزام:- ان التمسك بالنظم والمعايير الاجتماعية، وهنا تؤكد الجماعة على الانسجام والتناغم والاجماع ولذا فانها تولد ضغوطا فاعلة نحو الالتزام بمعايير الجماعية لإمكانية القبول والاذعان كآلية لتحقيق الاجماع وتجنب النزاع .                                                              

هـ. التواد:-  وهو من اهم الحاجات الانسانية ويشير الى مدى التعاطف الوجداني بين الافراد والميل الى المحلة والعطاء والايثار والتراحم من اجل التوحد معهم، مما ينمي لدى الفرد ذاته وادراكه لمكانته بين الجماعة ومكانه الجماعة بين الجماعات الاخرى ، ويدفعه الى الدفاع عن هذه المجموعة والمحافظة على مكانتها والافتخار بنسبه اليها(الحربي،2010: 36)    

ز. الديمقراطية:-  ويقصد بها شعور الفرد بالحاجة الى التعاون والتفاهم مع الغير ورغبته بان تتاح له الفرصة للنقد مع امتلاكه لمهارة تقبل نقد الاخرين بصدر رحب وقناعته بان تكون الانتخابات وسيلة  لاختيار القادات مع احترام القواعد والقوانين والتعاون مع الاخرين في وضع الاهداف والخطط وتقسيم العمل وتوزيعه ومتابعته وهي بذلك تمنع الدكتاتورية وترحب بالمعرض مما يحقق سلامة ورفاهية المجتمع(الشعراوي،2008: 35).         

مكونات الانتماء الوطني

ان تكوين مقومات المواطنة والانتماء من خلال المعرفة والوجدان والضمير والقيم يمثل هدفاً جوهريا في تنمية الاحساس بالانتماء الوطني في مدارسنا واعداد المواطن الصالح المنتمي والمخلص لوطنه والايجابي والمجد لبناء امته ، ويكون ذلك من خلال غرس واكتساب قيم الانتماء لهذا المواطن ويتضح ان الانتماء عبارة عن قيمة من القيم السياسية والوطنية( الشعراوي،2008: 38).

والقيم تصورات توضيحية لتوجيه السلوك في المواقف تحدده احكام القبول او الرفض وهي تنبع من التجربة الاجتماعية وتتوحد بها الشخصية وهي عنصر مشترك في تكوين البناء الاجتماعي وهي التنشئة الاجتماعية.

ويرى البعض ان قيم الانتماء الوطني تتكون من اربعة عناصر متدرجة في قوتها وهي:-

  1. عناصر معرفية:- وتعني الوعي بما هو جدير بالرغبة.
  2. عناصر وجدانية:- تعني شعور الفرد حيالها سلباً او ايجاباً.
  3. عناصر سلوكية:- وتعني اعتبارها معياراً للسلوك.
  4. عناصر دافعية:- وتعني ان القيم تشكل الدوافع من اجل الانجاز والعمل (اقصيعة،2007: 52).

مظاهر الانتماء الوطني

     ان قيم الانتماء هو ذلك الرابط بين الانسان والارض التي يعيش فيها ويظهر ذلك حصراَ من جلال مجموعة من الممارسات والافعال التي من خلالها يمكن الحكم على مدى انتمائه  لوطنه وان مظاهر الانتماء هي :

– حب الوطن والولاء اليه.

– قيام الفرد بواجباته اتجاه وطنه على اكمل وجه

– ممارسة الاعمال الخيرية والتطوعية بكافة اشكالها.

– المحافظة على اللغة الام.

– المحافظة على الزي الشعبي.

– التمسك  بعادات وتقاليد المجتمع الذي ينتمي اليه.

– التماسك والتكامل داخل الاسرة الواحدة.( القاعود و الطاهات،1995: 92).

دور الاسرة في تنمية الانتماء الوطني لدى الاطفال

         تعتبر الأسرة البيئة الأولي لتنشئة الطفل ،والمحطة، و التي يتزود من خلالها الطفل بأهم أسس التربية ، والنواة التي ينبثق منها صلاح أو اعوجاج سلوك الطفل وشخصيته . كما تعد المؤسسة الاجتماعية التي تهتم بالتماسك الاجتماعي لكونها مصدرا لتكوين الشخصية والانتماء والهوية الإنسانية والوطنية ومفرز المثل السلوكية والتكيف مع المجتمع من خلال الدور الذي تقوم به في تربية الناشئة .

       وتطرح (شعلة شكيب ،2002 ) أهم المجالات التي يتحتم علي الأسرة التركيز عليها لتعزيز مقومات المواطنة الصالحة في أطفالها ، وهي :

  • 1-حب الوطن والانتماء له : تعميقالشعور بشرف الانتماء للوطن ، والعمل من على رقيه وتقدمه ، والمحافظة على ثرواته ، والمشاركة وبفاعلية في خططه التنموية .
  • 2-ربط الطفل بدينه ، من خلال التمسك بمبادئ دينه ، والربط بينه وبين هويته الدينية ، وتوعيته بالمكنون الإسلامي في ثقافة الوطن ،باعتباره مكونا أساسيا له .
  • 3-تعزيز الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية للطفل ،وبث الوعي فيه بتاريخ الوطن وإنجازاته
  • 4-العمل علي إدراك الطفل للرمز السياسي للعلم والنشيد الوطني ، واحترام القيادة السياسية .
  • 5-تعويد الطفل علي حب العمل المشترك ، وحب التفاهم والتعاون والتكافل والألفة بين كافة المستويات .
  • 6-حب الوحدة الوطنية ، وحب كل فئات المجتمع بمختلف انتماءاتهم ، والابتعاد عن كل الإفرازات الفئوية والعرقية والطائفية البغيضة ، مع التأكيد على الفرق بين الاختلاف المذهبي المحمود وبين التعصب الطائفي المذموم (مهناوي و رمضان، ب ت: 37-38).

    دور رياض الاطفال في تنمية الانتماء الوطني

          تمثل رياض الاطفال بيئة اجتماعية ووسطاً ثقافياً له اهدافهُ وفلسفتهُ وقوانينهُ التي وضعت لتتماشى وتتفق مع ثقافة المجتمع التي هي جزء منه وتتاثر به، كما وانها الخبرة الاولى والمباشرة للطفل خارج نطاق اسرته، فضلا عن انها تحتوي الطفل اطول فترة سواء كان تلك الفترة من النهار او من العام الدراسي مما يتيح لها التعديل في سلوكيات الاطفال والتاثير بها وتزويدهم بالكم المعرفي المناسب لمساعدته على الحياة.

     وبما ان جميع رياض الاطفال العراقية تابعة لمؤسسات تربوية حكومية مما يجعلها اداة السلطة السياسية من اجل نشر القيم العليا التي تهدف الى غرسها لدى الاطفال
    وسبيلها لذلك منهج الخبرة المقدم لطفل الروضة والانشطة التي تقدمها معلمة الروضة و البيئة التربوية (اي الروضة).

     والمسؤول الاول بعد الاسرة على غرس قيم الانتماء الوطني لدى الاطفال هي معلمة الروضة اذا تكون مطالبة بجعل الطفل قادر على الاندماج المجتمعي وكسر الحواجز والتعاون مع الاخرين والتفاني من اجلهم وذلك من خلال احداث التفاعل الفعال بين الطفل والمعلمة وبين الاطفال انفسهم وبين الطفل والمجتمع المجاور، من اجل الوصول الى الهدف الاسمى الا وهو النقلة النوعية في تطوير المجتمع نحو الافضل من خلال خلق جيل  يفخرون بانتمائهم لوطنهم ويتفانون من اجل السعي لرقيه.

    وكذلك ان عليها ان تكون قدوة حسة فيما تقول وتفعل امام الاطفال وان تتحلى بالصفات التالية:-

  1. الخلق الحميدة.
  2. الحماس في العمل.
  3. الصبر والاحتمال.
  4. التطور والابداع.
  5. التمثل بالقدوة الحسنة (الشعراوي،2008: 35).

    معوقات الانتماء الوطني :

        لقد أشارت العديد من الدراسات إلى ما أصطلح على تسميته ” أزمة الانتماء”، وتناولت هذه الدراسات في إطار معالجتها لهذه القضية، بعض المؤشرات الدالة على وجود أزمة في الانتماء الوطني، في العديد من البلدان العربية، ومن أهم هذه المؤشرات:

    1- عدم مراعاة بعض الأفراد للقيم، والعادات، والتقاليد السائدة في المجتمع .

    2- إقدام بعض الأفراد على أعمال التخريب في المرافق العامة .

    3- انتشار الجرائم الاقتصادية مثل اختلاس المال العام، والرشوة، والتزوير .

    4- ازدياد معدلات الهجرة والنزوح للخارج، والتفاخر بالحصول على الجنسية الاجنبية.

    5- التقاعس عن تلبية نداء الوطن، والتخلي عن الواجب في أوقات المحنة .

    • 7- استغلال السلطة والنفوذ لمصالح شخصية، كجمع المال بطرق غير مشروعة، أو الانتقام من الغير وعرقلة مصالحهم .

وتعزى أزمة الانتماء الوطني بشكل عام، إلى عدة معوقات، من أبرزها :

أ‌-فشل الأسرة، والمدرسة في غرس روح الانتماء لدى الناشئين .

ب‌-اختلاف القيم والمعايير، وتضاربها في المجتمع .

ت‌-انتشار البطالة، والبطالة المقنعة .

ث‌-عدم استغلال وقت الفراغ، وما ينتج عنه من مشكلات لدى الشباب .

ج‌-تضارب الأيدلوجيات في المجتمع، والتعصب العرقي، أو الطائفي داخل المجتمع الواحد .

ح‌-عدم المساواة في الفرص والحقوق، وزيادة حدة التفاوت الطبقي .

خ‌-تعرض المجتمع لبعض الأزمات القاسية، كالحروب المدمرة، أو انهيار اقتصاد الدولة .(ابو فودة ،2007).

 

التوصيات:-

  1. اعداد برامج التعزيز الانتماء الوطني لدى الذكور غرس فيهم حب الوطن والدفاع عنه.
  2. اعداد دورات لمعلمات الرياض في تنمية الانتماء الوطني لدى اطفال الرياض من خلال الانشطة التي تقدمها لهم.
  3. تعزيز وحدات خبرة رياض الاطفال بما ينمي لديهم روح الانتماء لوطنهم لديهم.
  4. الاهتمام بالمناهج المقدمة لكليات التربية على اعتبار ان خرجيها مسؤولين عن تعليم جيل من الاطفال .

المقترحات:-

  1. اجراء دراسةتتبعية لمعرفة مستوى قيم الانتماء الوطني لدى الاطفال والوقف عند المراحل التي يقل فيها الانتماء الوطني ووضع الحلول المناسبة لها.
  2. اجراء دراسة لمعرفة قيم الانتماء لدى الاطفال من ابناء المعتقلين.
  3. اجراء دراسة الانتماء الوطني لدى الاطفال الموعدين في سجون الاحتلال.
  4. اجراء دراسة عن الانتماء الوطني لدى المعاقين وعلاقتها ببعض المتغيرات.
  5. اجراء دراسة عن قيم الانتماء لدى الاطفال النازحين والمهجرين قصرا من ديارهم.

المصادر

  • 1-ابو فودة ، محمد عطية (2007): دور الاعلام التربوي في تدعيم قيم الانتماء الوطني لدى الطلبة الجامعيين في محافظات غزة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية الاسلامية – غزة.
  • 2-اقصيعة، عبد الرحمن احمد(2000): مستوى اكتساب بعض المفاهيم التاريخية الفلسطينية بمحافظات غزة وعلاقتها بانتمائه الوطني ، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية ،الجامعة الاسلامية- عزة .
  • 3-الحربي، عبد الله بن رمزي بن عبد الله (2010): الانتماء الوطني وعلاقته ببعض متغيرات الشخصية لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية بمدينتي مكة المكرمة وجدة، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم علم النفس( الارشاد التربوي)، كلية التربية، جامعة ام القرى.
  • 4-حمتو، نبيل يعقوب سمارة(2009): قيم الانتماء الوطني المتضمنة منهاج التربية الوطنية للمرحلة الاساسية الدنيا في فلسطينية ، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية الاسلامية – غزة.
  • 5-الشعراوي، حازم احمد (2008): اثر برنامج بالوسائط المتعددة على تعزيز قيم الانتماء الوطني والوعي البيئي لدى طلبة الصف التاسع، رسالة ماجستير غير منشورة، المناهج وطرائق التدريس، تكنولوجيا التعليم، كلية التربية، الجامعة الاسلامية –غزة.
  • 6-القاعود ابراهيم و الطاهات، ، زايد(1995): اثر الهيئات الثقافية في محافظة اربد في ترسيخ الانتماء الوطني، مجلة مؤتة للبحوث والدراسات،م10،ع5.
  • 7-الطلاع، عبد الرؤوف احمد(2010):التوافق النفسي وعلاقته بالانتماء الوطني لدى الاسيرات الفلسطينيات المحررات من السجون الاسرائيلية ، بحث منشور في مجلة جامعة الازهر في غزة، سلسلة العلوم الانسانية،م12،ع9،ص621-666.
  • 8-العامر، عثمان بن صالح (2005). أثر الانفتاح الثقافي على مفهوم المواطنة لدى الشباب السعودي “دراسة استكشافية ، المملكة العربية السعودية : وزارة التربية والتعليم.
  • 9-علي ، ابراهيم عبد الرحمن محمد(1998): برنامج مقترح في مادة علم الاجتماع لتنمية الانتماء الاجتماعي لدى طلاب كلية التربية، مجلة دراسات مناهج وطرق التدريس ، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس،ع47.