وقائع وتوصيات الندوة العلمية الموسومة ب:-
” إشكالية التربية الجنسية في المدارس الثانوية “
برعاية الأستاذ الدكتور عباس فاضل الدليمي رئيس جامعة ديالى عقد مركز أبحاث الطفولة والأمومة الندوة العلمية الموسومة ب:- إشكالية التربية الجنسية في المدارس الثانوية وذلك يوم الخميس الموافق 28/2/2013 على قاعة المركز وحضر الندوة نخبة من أساتذة الجامعة منهم:
– أ.د. إيمان عبد الجليل عميد كلية العلوم الإسلامية.
– أ.د. عبد المنعم عباس علي عميد كلية الهندسة .
– ا.د. فائق فاضل السامرائي مساعد رئيس الجامعة السابق .
– ا.د. مجيل علوان الماشي عميد كلية اليرموك السابق.
– العقيد الحقوقي علي إسماعيل مدير شرطة حماية الأسرة والطفل من العنف الأسري/ ديالى.
وممثلين من مكتب حقوق الإنسان في المحافظة؛ ومديرية حماية الأسرة والطفل من العنف الأسري؛ ودائرة الرعاية الاجتماعية؛ ومديرية الشباب والرياضة؛ ومجموعة من التربويين؛ وممثلي منظمات المجتمع المدني المعنية بقضايا الشباب والنساء في العراق.
وفي بداية الجلسة رحب الأستاذ الدكتور سامي مهدي العزاوي مدير المركز بالحضور الكرام مبينا أهمية عقد ندوة علمية تتناول إشكاليات التربية الجنسية في المدارس الثانوية إذ تعرف منظمة الصحة العالمية WHO التربية الجنسية بأنها منهج تربوي يهدف إلى تزويد الأطفال بالمعرفة الدقيقة والمناسبة حول الحياة الجنسية البشرية Human Sexuality بإبعادها البيولوجية ؛ والنفسية ؛ والاجتماعية ؛ والثقافية ؛ فضلا عن الأخلاقية ؛ ومن خلال التركيز على قضايا الوعي الذاتي للفرد ، العلاقات الشخصية ، التنمية الجنسية ، الإنجاب ، السلوك الجنسي ، والتي نحن ألان بأمس الحاجة إليها لتحصين الناشئة من مخاطر الثقافة الجنسية السيئة التي تنشرها البعض من المواقع الإباحية في الشبكة العنكبوتية والفضائيات الإباحية مقابل قصور مدارسنا من تقديم ثقافة جنسية رصينة يمكن إن تحصن الأطفال من المخاطر المدمرة لشخصيتهم النامية .
ثم بدا الدكتور صالح مهدي صالح أستاذ الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي في كلية التربية / الجامعة المستنصرية حديثه متسائلا لماذا هناك إشكالية في التربية الجنسية في المدارس الثانوية ؟ والجواب ببساطة لان مدارسنا تتجنب الخوض في هذا الموضوع وكأنه من المحرمات اجتماعيا بينما يمر طلبة المدارس الثانوية بمرحلة مراهقة عاصفة قد تجعلهم بأمس الحاجة لتربية جنسية سليمة تحصنهم من انزلاقاتها المدمرة ؛ ثم أوجز المتحدث أهم الإشكاليات التي تحد من التربية الجنسية في المدارس ب:-
– الفهم الخاطئ للدين إذ إن هناك من يعتقد بان الحديث عن الجنس محرم دينيا، بينما ديننا الحنيف نظم العلاقات الجنسية بين الإفراد قبل وبعد الزواج بإحكام شرعية .
– العادات والتقاليد المتزمتة التي جعلت من الحديث عن التربية الجنسية خط احمر في ثقافتنا الاجتماعية.
– اختلاف جنس المدرس مع جنس الطلبة في بعض المدارس قد يؤدي إلى التردد في الحديث عن المسائل الجنسية .
– غياب المعلومة الخاصة بالتربية الجنسية عن مفردات الكتاب المدرسي.
– التأثير الكبير للفضائيات على سلوك الطلاب مقارنة بتأثير المدرسة لما لها من تقنية فنية تستطيع التأثير على سلوكهم وبخاصة في المسائل الجنسية.
– ضعف التواصل بين الأسرة والمدرسة فيما يتعلق بالتربية الجنسية السليمة للطفل .
ثم تحدث الاستاذ المساعد الدكتور خضير خلف الكيال التدريسي في كلية طب / جامعة ديالى عن الجوانب البيولوجية والانحرافات الجنسية ذات العلاقة باضطرابات الغدد الجنسية التي تحدث عند البعض من المراهقين أحيانا والتي تتطلب معرفة عميقة بها من قبل الطلبة والمدرسين أنفسهم ؛ فضلا عن ضرورة توظيف المواد الدراسية ( علم الإحياء مثلا ) لغرض تشريح الأعضاء التناسلية كي نجنب الشباب المعرفة المغلوطة عن إسرار الجنس المجهولة والمحرمة أحيانا عنهم .
ثم فتح السيد رئيس الجلسة الحديث للحضور والتي ساهمت مداخلاتهم وتساؤلاتهم في إثراء الندوة والكشف عن العديد من الإشكالات التي لم تطرح في الندوة.
توصيات الندوة
– ضرورة تضمين البرنامج التربوي في المرحلة الثانوية بمادة التربية الجنسية أو إدخالها كفصل دراسي مستقل في احد المواد الدراسية كعلم الإحياء ، أو التربية الأسرية، أو التربية الإسلامية ….الخ.
– ضرورة تحديث مناهج التربية الأسرية بما يضمن إثراء محتوياتها لتشمل الحاجات الأساسية للطلبة وبخاصة القضايا المتعلقة بالجنس ؛ وتكوين الأسرة المستقرة مستقبلا ؛ فضلا عن تدريسها لكلا الجنسين .
– ضرورة إقامة ورش عمل للمدرسين لتطوير قدراتهم على كيفية مواجهة متطلبات مرحلة المراهقة؛ وتفهم مشاكل المراهقين؛ وتمكينهم من مهارات الحوار والإقناع لتحريرهم من كل سلبيات السلوك الاجتماعي المتزمت تجاه الجنس.
– توجيه المرشدين التربويين لايلاء موضوع التربية الجنسية الأولوية القصوى في البرنامج التربوي وعدم التهرب منها بدوافع اجتماعية أو دينية .
– تفعيل مواد التربية الرياضية ؛ والفنية ؛ والنشاطات اللاصفية من اجل امتصاص قدرات وطاقات الطلبة بما يطور شخصياتهم ويبعدهم عن كل مصادر الانحراف .
– توجيه المراكز البحثية للقيام بدراسات تتبعيه لخريجي المدارس المختلطة في القضايا المتعلقة بالجنس لإعادة تقييم هذه التجربة بما يخدم البناء التربوي السليم لأطفالنا.
– ضرورة التنسيق بين وزارتي التربية والصحة للإكثار من النشرات والبوسترات التعريفية الخاصة بالإمراض الجنسية والمنقولة منها خاصة لتجنيب الطلبة الإصابة بها.
– ضرورة متابعة إدارة المدارس لكيفية استخدام الطلبة لأجهزة التواصل الاجتماعي ( الهاتف الجوال ؛انترنت؛ فيسبوك وتوتير ) بما يضمن حمايتهم من كل إشكال الانحراف الجنسي.
– ضرورة تعاون إدارات المدارس الثانوية مع مديرية حماية الأسرة والطفل من العنف الأسري لتبصير الطلبة بالتبعات القانونية للانحرافات الجنسية.