ضمن سلسلة النشاطات الدورية لمركز أبحاث الطفولة والأمومة / جامعة ديالى أقام المركز الحلقة النقاشية الموسومة بـ(ثقافة الحوار في المجتمع العراقي) يوم الأربعاء المصادف 18/5/2010 والتي عقدت برعاية الأستاذ الدكتور محمود شاكر رشيد رئيس جامعة ديالى وبحضور نخبة متميزة من عمداء وأساتذة الجامعة ولفيف من مثقفي وممثلي منظمات المجتمع المدني في المحافظة وقد أستهلت الحلقة النقاشية بكلمة ترحيبية من الأستاذ الدكتور سامي مهدي العزاوي مدير المركز أشاد بها بالحضور الكرام وبرئاسة الجامعة التي تدعم أقامة مثل هذه الحلقات النقاشية والتي تمثل عصب الحياة الثقافية في المجتمع العراقي المعاصر .
هذا وقد أدار الأستاذ المساعد الدكتور محمود محمد سلمان الحلقة النقاشية بالترحيب بالحضور الكرام وبتوجيه مجموعة من التساؤلات أبرزها :
· لماذا ثقافة الحوار الآن ؟
· هل نعاني من أزمة في ثقافة الحوار ؟
· هل التاريخ الاجتماعي العراقي يؤمن بالتسامح والاختلاف التي تمثل جوهر ثقافة الحوار ؟
· هل أن شيوع ثقافة الحوار تمثل المدخل الطبيعي لأمراض التطرف والعنف وشيوع ثقافة الكراهية ؟
ثم تحدث الأستاذ الدكتور سامي مهدي العزاوي عن(( أزمة ثقافة الحوار في العراق)) هامساً في أذان الحضور بأن كل الثقافات في العالم تتغذى على نفسها بالحوار مع أبنائها من كل الأجيال ومع الأخر المعاصر لها وان أي خلل في الحوار مع الأبناء يدفع ثمنه المجتمع لما يسمى بظاهرة صراع الأجيال أي عدم تقبل الجيل الحالي لمطامح وتطلعات الجيل الجديد, وعندما تفشل الثقافة في الحوار مع الأخر المعاصر لها تظهر أزمة صراع الحضارات والتي تشكل جوهر الصراع بين الشعوب والأمم في العصر الحديث.
ومن ثم ركز المحاضر بأتجاه أبراز وظيفة الثقافة في تفعيل حراك المجتمع بأتجاه تجديد أفكاره وتصوراته حول ذاته وحول علاقته بالأخر المعاصر له وان النجاح في هذا لا يتحقق إلا من خلال التمكن من مهارات الحوار التي تجعلك تري محاورك مالم يرى وأن يريك ما لم ترى .ثم تطرق الى جوهر ثقافة الحوار كونها رؤية تحترم المخالفين وتتلمس لهم الأعذار وتعطيهم الحق في الاختلاف وفي التعبير عنه، وبعد سلسلة مناقشات عن مفهوم ومضمون ثقافة الحوار خلص المتحدث الى أن ثقافة الحوار تعني قبول الأخر بما هو عليه من اختلاف واحترام التعددية المجتمعية (أثنياً ، ودينياً ، ومذهبياً ، وايدولوجياً) وتفعيل قيم التسامح ونقد الذات والاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه .
ومن ثم تطرق الى ملامح أزمة ثقافة الحوار في العراق والتي أكد عليها العديد من الباحثين والمهتمين في هذا المجال في العراق وفي البلدان العربية الأخرى وهي :
· ذم المجتمع للأختلاف ووصم المختلفين بشتى التهم .
· غياب مؤسسات أدارة أزمات الاختلاف .
· الشك في معتقدات الأخر وبخاصة الخارجي فهو متآمر علينا بالضرورة حين يخالفنا الرأي ( نظرية المؤامرة ) .
· رسوخ الثقافة الاقصائية والتميزية مع من تتقاطع أفكاره معنا .
وفي الختام تناول المتحدث لآليات تأصيل ثقافة الحوار في المجتمع العراقي للخروج من هذه الأزمة المستديمة في ثقافتنا المعاصرة :-
وتناولت المدرسة المساعدة وسن عبد الحسين(( ثقافة الحوار الأسري في المجتمع العراقي)) أذ عدت الحوار الأسري احد الوسائل الهامة في احتواء المشاكل الأسرية وتكوين الأسرة السعيدة . وهو الحل المنطقي الذي يمكن أن يحل مشكلات الأسرة بغية توطيد العلاقة بين الزوجين من جهة ، والاباء والأبناء من جهة أخرى ، مع فسح المجال للمشاورة وتقبل الرأي الأخر والنقد الذاتي الموجه من دون المساس وتقليل قيمة الأخر سواء كان الزوجة أم الأبناء .
وتوصلت المحاورة في ختام حديثها الى جملة من التوصيات التي من الممكن أن تسهم في تفعيل ثقافة الحوار الأسري في العراق.
وفي ختام الحلقة النقاشية أثار الحضور الكرام مجموعة كبيرة من التساؤلات والتعقيبات التي تصب في جوهرها في أثراء الحلقة النقاشية وتوجيهها بالاتجاه الذي ينمي ثقافة الحوار في العراق بأعتبارها الحلقة المفقودة أو الضعيفة في ثقافتنا المعاصرة .
التوصيات التي خرجت بها الحلقة النقاشية :-
· الأيمان بأن الاختلاف مع الآخر حقيقة انسانية يجب القبول بها .
· تعزيز قيم المواطنة وجعلها قيمة عليا في المجتمع .
· ترشيد السياسة الاعلامية بما يخدم روح المواطنة والقضاء على كل أشكال الكراهية .
· تدريس تاريخ الأديان المقارن في الجامعات لنشر ثقافة التسامح مع الآخر .
· تفكيك ثقافة الزعيم المنقذ التي دمرت ثقافة الحوار .
· تحرير المثقفين من كل أشكال ثقافة الخنوع والتبعية ليلعبوا دورهم الريادي في نشر ثقافة الحوار .
· أنشاء المراكز الحوارية التي تنمي ثقافة الحوار بالمجتمع وبخاصة بين الشباب .
· تفعيل ثقافة نقد الذات وثقافة الاعتذار عند الخطأ .
· حث الوالدين على نشر ثقافة الحوار والمناقشة داخل الأسرة وتقبل رأي الأخر .
· ابتعاد الوالدين عن مظاهر الخلافات والمشاكل التي تحدث بينهم أمام الأبناء .
· ضرورة عقد ورش وبرلمانات للأطفال لغرض التدريب على ثقافة الحوار .
· ضرورة ادخال موضوعات دراسية في المناهج التربوية التي تحث على ثقافة الحوار .
· أقامت دورات وندوات تثقيفية عن أهمية الحوار وكيفية ترسيخه في الأسرة والمجتمع.