برعاية الأستاذ الدكتور(( محمود شاكر رشيد )) رئيس جامعة ديالى
عقد مركز أبحاث الطفولة والأمومة/جامعة ديالى الحلقة النقاشية الموسومة ب:-
(( واقع المرأة الريفية في محافظة ديالى ))
الأربعاء الموافق 1/2/2012 على قاعة مركز الإرشاد الزراعي /فرع ديالى .
في بداية الجلسة رحب الأستاذ الدكتور(( سامي مهدي العزاوي)) مدير المركز بالسادة :-
1- الأستاذ جاسم سعيد حسين ممثل وكيل وزارة التخطيط الدكتور مهدي محسن العلاق .
2- أ.د. عباس عبود الدليمي عميد كلية التربية للعلوم الصرفة .
3- أ.د. عادل نوري عميد كلية الزراعة .
4- أ.د. طالب جواد عميد كلية الطب .
5- السيد حسن علوان مدير ناحية بهرز .
وبالسادة تدريسي جامعة ديالى ومدراء الدوائر ذات العلاقة في محافظة ديالى
أو من يمثلهم (الزراعة ، والبيطرة ، والصحة ، والتربية ، والعمل والشؤون
الاجتماعية , الإعلام ، وممثلي منظمات المجتمع المدني ) مبيننا إن من
أهداف المركز الرئيسة دراسة قضايا المرأة العراقية المعاصرة لذلك جاءت هذه
الحلقة النقاشية استجابة للتحديات التي تواجه المرأة الريفية في محافظة
ديالى بسبب الظروف غير الاعتيادية التي واجهة المحافظة ( قبل الاحتلال
وبعده ) جراء الحروب ، والحصار، والجفاف، والهجرة والتهجير، والعمليات
العسكرية ، التي جرت على أرضها ، والتي غالبا ما يكون الأطفال والنساء
ضحاياها غير المباشرين .
لقد أدرك العالم المعاصر مكانة ودور المرأة الريفية في التنمية
المستدامة مما دفع منظمة الأمم المتحدة الى عد يوم 15 تشرين الأول من كل
عام يوما للمرأة الريفية عرفانا بدورها المتميز في إدارة شؤون الأسرة
وتربية الأطفال فضلا عن رعاية الحيوانات وزراعة الأرض …
ثم بدا المشاركون في الحلقة بتقديم أوراقهم .
أولا : قدم الأستاذ
(( عاصف عبد الإله حسين)) من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون أللاجئين / فرع
ديالى ، ورقة تناول من خلالها (( واقع المرأة الريفية المهجرة في محافظة
ديالى )) مبيننا المشاكل التي عانت منها المرأة الريفية في محافظة ديالى
والتي يمكن إجمالها في اعتماد المرأة الريفية في حياتها المعيشية على
الزراعة، وتربية الحيوانات والتي فقدتهما بسبب قلة الموارد المائية
والإمطار, وتجريف اغلب المزارع والبساتين بسبب العمليات العسكرية والمظاهر
المسلحة وعمليات التهجير ، وعدم وجود الدعم الكافي للمزارعين ، وتحمل أعباء
ومسؤوليات الأسرة إذ أصبحت الكثير منهن معيلات لعوائلهن نتيجة فقدان
أزواجهن أو أبنائهن جراء الإعمال الإرهابية في المحافظة ، وعدم وجود بديل
لمهنة الزراعة كعمل أساسي للمرأة الريفية كون اغلب النساء الريفيات غير
متعلمات ولا توجد فرص عمل في القرى عدا الزراعة وتربية الحيوانات ، فضلا عن
عمليات التهجير الواسعة التي شهدتها المحافظة والتي استهدفت القرى بشكل
أساسي مما أفقد المرأة الريفية استقرارها النفسي والأسري والمادي ومصادر
العيش التي تعتمد عليها .
ثم بين الآثار المترتبة على المشاكل التي واجهت المرأة الريفية المهجرة
والمتمثلة في عدم إمكانية المرأة الريفية تشجيع أطفالها على إكمال الدراسة
لعدم قدرتها المالية من جهة ، فضلا عن صعوبة التواصل ومواكبة الحياة
العصرية جراء العوز المادي وانعزال المجتمع القروي الذي تهيمن عليه العادات
والتقاليد المؤثرة سلبا في هذا الموضوع.
ثانيا : قدمت الدكتورة ( سلوى شلش الكناني ) من كلية الطب جامعة ديالى ورقة تناولت ( الإمراض الشائعة لدى النساء الريفيات ) اذ بينت أسباب انتشار هذه الأمراض بين النساء الريفيات :-
1- الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء والتي تعد
من أخطر مشكلات العصر، إذ تؤثر علي صحة الإنسان وبقائه علي قيد الحياة
وقدراته الإنتاجية. وقد ثبت أن تلوث الهواء داخل المسكن يسبب العديد من
الأمراض التي تصيب الإنسان وأهمها أمراض الجهاز التنفسي، والأمراض الرئوية
المزمنة، وسرطان الرئة، وأمراض القلب، والصداع، والتهابات العين .
2- الإمراض المنقولة من المياه الملوثة .
3- الإمراض المنقولة عن طريق تلوث الدم .
وأشارت الورقة إلى أهمية الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة , ومن المهم إن نعرف مدى إلمام المرأة الريفية ووعيها بالصحة الإنجابية وتنظم الأسرة ، إذا بينت الورقة جملة حقائق منها :-
- إن حجم النساء اللاتي تتم ولادتهن في مركز صحي 1.3 %
- إن حجم النساء اللاتي تتم ولادتهن في المستشفى . 14.4 %
- إن حجم النساء اللاتي تتم ولادتهن في المنزل . 83 %
- ولادة على يد طبيب / طبيبة 7.2 %
- ولادة على يد ممرضة – 18 %
- ولادة على يد قابلة 50.4 %
- – ولادة على يد أقاربها وأسرته . 16.8 %
ثالثا: قدمت التدريسية الباحثة (( وفاء قيس كريم )) من مركز أبحاث الطفولة والأمومة ورقة تناولت من خلالها (( تسرب الفتيات الريفيات في محافظة ديالى ))
إذ أكدت الورقة على إن التعليم يعد من أهم الحقوق التي يتوجب على
الإنسان التمتع بها، فبه يتشكل عقله، ووعيه الاجتماعي والسياسي, وبالتعليم
يكتسب المهارات والقدرات لمزاولة نشاطه الاقتصادي بل وأكثر من ذلك تتشكل
بالتعليم ابرز ملامح المجتمع وتتحدد مكانته في السلم الحضاري، وموقعه بين
النظم المعاصرة ، وان الحق التعليمي من الحقوق الأساسية التي كفلتها جميع
المواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية، ولعل أهمية الحق في التعليم تكمن
في دوره من تمكين وتقوية الحقوق الأخرى، فبغير التعليم الكافي والمناسب لا
يستطيع الإنسان إن يتعرف على حقوقه الأخرى , والدفاع عن تلك الحقوق.
وأشارت الورقة إلى إشكاليات تعليم الفتيات الريفيات في المحافظة والمتمثلة ب:-
- تدني معدلات التحاق الإناث واستمرارهن وانجازاتهن في التعليم بالمقارنة مع الذكور.
- اختلاف النسبة المئوية للطلبة الذين يبدؤون وينهون مستوى معيناً من التعليم لصالح الذكور بسبب تسرب العديد من الفتيات بوقت مبكر.
واستعرضت الورقة فوائد تعليم الفتيات الريفيات والمتمثلة في :-
- يسهم تعليم الفتيات الريفيات بصورة ايجابية في الرفاه الاقتصادي،
إذ إن المتعلمات أكثر قابلية للمشاركة الاقتصادية في داخل أسرهن وقراهن
ومجتمعاتهن المحلية. - 2. تتزوج الفتيات المتعلمات في سن أكبر من الفتيات غير المتعلمات ، كما إنهن يتجهن إلى تكوين أسرة صغيرة إلى حد ما .
- يؤثر التعليم في الصحة الإنجابية للمرأة الريفية وفي تطور نمو الأطفال .
- يزداد تقدير النساء المتعلمات للتعليم، كما إنهن يصبحن أكثر قدرة على تعليم أطفالهن.
وتطرقت الورقة إلى تطور تعليم الفتيات الريفيات في محافظة ديالى:-
1) ازدياد مطرد في تعليم الفتيات الريفيات في عقد السبعينات في القرن الماضي بسبب قانون التعليم الإلزامي ، ومحو الأمية.
2) تراجع هذه الزيادة بسبب الحرب العراقية الإيرانية في عقد الثمانينات جراء هجرة السكان من المناطق الحدودية .
3) تراجع
تعليم الفتيات في عقد التسعينات عموماً والريفيات بشكل خاص بسبب الحصار
الاقتصادي الذي تسبب في تدني مستوى الدخل والمعيشة للأسرة العراقية.
4) تراجع
حاد في تعليم الفتيات الريفيات بعد الاحتلال ما بين الأعوام 2003-2007
بسبب فقدان الأمن ، وما رافقه من اقتتال طائفي وتهجير قسري انعكس على
النساء بشكل مباشر, فضلا عن ازدياد نفوذ الجماعات الدينية المتطرفة التي
تحد من حرية المرأة وفرص تعليمها.
وخلصت الورقة إلى إن نسبة المتسربات فاقدات الأب إلى العاديات في محافظة
ديالى تختلف بين الريف والمدينة إذ بلغت 69.5% من فتيات الريف و 30.5% من
فتيات المدينة .
رابعا: قدمت ا لمهندسة الزراعية ((علياء عبد الله جواد)) من مركز الإرشاد والتدريب الزراعي / ديالى ورقة بحثية تناولت من خلالها ((دور المرأة الريفية في الحد من التلوث البيئي))
أكدت الورقة على أن الاهتمام بتعليم المرأة الريفية وحثها على المشاركة
الفاعلة في أنشطة وبرامج التوعية البيئية سيكون له مردود ايجابي في الحد من
التلوث البيئي من خلال :-
1- تنظيم عدد أفراد الاسرة0
2- توفير البيئة البايلوجية السليمة لنمو الجنين أثناء فترة الحمل 0
3- تغير السلوكيات غير المنضبطة بيئياً من قبيل رمي النفايات في مياه الأنهار0
4- توعية أطفالها بأهمية المساحات الخضراء للحد من التصحر وتلوث الهواء 0
5- ترشيد استهلاك المياه في المنازل 0
6- زراعة النباتات التي تتحمل الجفاف في حديقة المنزل 0
التوصيات التي خرجت بها الحلقة النقاشية :-
1- ضرورة عودة المرأة الريفية المهجرة إلى مناطق سكناها الأصلية .
2- ضرورة دعم الدولة للقطاع الزراعي والذي يسهم بدوره في رفع المستوى ألمعاشي للمرأة الريفية وعائلتها .
3- ضرورة شمول المرأة الريفية بقروض المبادرة الزراعية للنهوض بواقعها الاجتماعي والمعاشي .
4- تعزيز وعي المرأة الريفية بأخطار الإمراض ( التهابات الكبد الفيروسي ، وألامرض المنتشرة في المناطق الريفية ).
5- الاهتمام
بتوعية النساء في المناطق الريفية والنائية بضرورة الكشف المبكر عن أمراض
السرطانات وبالذات سرطان الثدي عن طريق الفحص الذاتي.
6- ضرورة بناء المدارس قرب التجمعات السكانية.
7- ضرورة إيصال الماء الصالح للشرب وبناء المرافق الصحية في المدارس الواقعة في المناطق الريفية .
8- بناء مدارس غير مختلطة( قدر المستطاع) في المناطق الريفية لتشجيع السكان لإرسال فتياتهم اليافعات إليها .
9- توعية الأسرة بأهمية تعليم الفتيات كونه حق وفريضة أكد عليها ديننا الحنيف .
10- توعية الأهل بمخاطر الزواج المبكر للفتيات الصغيرات لأنة يؤثر سلبيا على صحتهن ، ومستقبلهن التعليمي .
11- ضرورة إعادة نظام التغذية المدرسية في المناطق الريفية من اجل تشجيع الفتيات على الالتحاق والاستمرار في الدراسة .
12- تفعيل نظام التعليم الإلزامي لضمان تمدرس الفتيات الريفيات في المناطق النائية .
13- تفعيل
مشاريع تدريب المرأة الريفية علي مهارات الحياة الأساسية ، و مشروع تطوير
دور المرأة في إنتاج الغذاء ، ومشروع مبادرات المرأة في الريف.
14- ضرورة
الاهتمام بدور المرأة كأداة فاعلة في المنظومة البيئية , لما لها من
مردود مثمر في التعامل مع المشاكل البيئية فضلاً عن تبني إبداعات المرأة
الريفية في مجال العمل الريفي0
15- ضرورة
مشاركة الأرامل والأمهات الثكالى في المناطق الريفية في الدورات المجتمعية
التي تقيمها منضمات المجتمع المدني ورجال الدين للحث على ثقافة التسامح
وعدم الأخذ بالثأر.
16- ضرورة
فتح دراسة الدبلوم (طب الأسرة) في كلية الطب / جامعة ديالى يمكن المختصين
فيه بتقديم خدماتهم في المراكز الصحية المجتمعية في المناطق الريفية .