برعاية كريمة من لدن الأستاذ الدكتور محمود شاكر رشيد ،وبحضور الأستاذ المساعد الدكتور أياد طه العجيلي مساعد رئيس الجامعة للشؤون الإدارية، ونخبة من عمداء كليات جامعة ديالى، و تدريسيها ، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني والدوائر المهتمة بثقافة الطفل والرعاية الاجتماعية في المحافظة عقد ت الحلقة النقاشية يوم الأحد 10/10/2010 .
استهلت الحلقة بكلمة ترحيبية بالضيوف الكرام من قبل الأستاذ الدكتور سامي مهدي العزاوي مدير المركز ثم قامت الدكتورة الفاضلة منى شفيق بإدارة الجلسة مرحبة بالضيوف الكرام و متسائلة في الوقت ذاته عن الأسباب الكامنة خلف هذه الظاهرة أهي دينية أم اجتماعية أم اقتصادية أم مجتمعية تشترك فيها جميع العوامل تاركة المجال للباحثات اللاتي قدمن أطروحاتهن في هذه الحلقة .
ثم تحدثت المدرسة المساعدة وسن عبد الحسين عن المخاطر الاجتماعية لهذه الظاهرة و التي برزت بشكل جلي في إعقاب التغيير الذي حدث في 9/4/2003 وما رافقه من انهيار في المنظومة القيمية و انتشار عمليات السلب و النهب وهجرة و تهجير عقدت متطلبات الحياة و عجزت الكثير من الأسر عن التكيف معها مما دفع أبنائها للتسول0
و لعل ابرز المخاطر الاجتماعية لهذه الظاهرة تتمثل في :-
– اضطرار الأطفال للتواجد في بيئات خطيرة لا تتلائم مع أعمارهم .
– استغلالهم من قبل عصابات الجريمة المنظمة في عمليات الاغتيال و السلب والنصب .
– تعرض الأطفال و بخاصة الفتيات اليافعات إلى احتمالات الاغتصاب و الانحراف الاجتماعي و تحويلهن إلى رقيق ابيض .
– تحطم نفسية الطفل النامية بسبب تدمير مفهوم ذاته نتيجة التذلل في طلب المعونة من الآخرين .
– تفشي ظاهرة الأمية في المجتمع بسبب تسرب الأطفال المتسولين من المدارس .
– أمكانية تحويلهم إلى جماعات هامشية تمتلك ثقافة مضادة لثقافة المجتمع .
– تحطيم البنية المجتمعية للأسرة نتيجة للأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها أطفالها المتسولين .
ثم تحدثت المدرسة حذام خليل حميد عن مظاهر التسول في محافظة ديالى من خلال استعراض نتائج الدراسات التي قام بها مركز أبحاث الطفولة والأمومة عن ظاهرة تسول الأطفال في المحافظة . فقد أشارت إلى إن 20% من الأطفال المتسولين يسكنون في بيوت تابعة لذويهم بينما الغالبية العظمى منهم يسكنون في دور إما إيجار أو في بقايا المعسكرات والدوائر الحكومية التي أخليت بسبب الحروب وهي بيئات تفتقد إلى ابسط مقومات الحياة العصرية ، أما فيما يتعلق بعدد الغرف في منازل الأطفال المتسولين كانت نسبة أكثر 43.33 % تسكن في بيوت فيها غرفة واحدة وهي بقايا منشآت دوائر ومعسكرات الجيش السابق . أما بالنسبة لعدد أفراد الأسرة 56.66% منهم ينحدرون من اسر عدد أفرادها أكثر من (6) أفراد ، أذان ففقدان الوعي الاجتماعي لدى الوالدين يدفعهم إلى الإنجاب المستمر على الرغم من عدم توفر إمكانيات العيش لهؤلاء الأطفال . وفيما يتعلق بمهنة ولي الأمر فقد بينت الدراسة إن 41.66% منهم أولياء أمورهم متوفين أو مفقودين مما دفع الأطفال إلى ممارسة التسول بسبب انقطاع سبل العيش الكريم أمامهم 0 أما فيما يتعلق بشعور الطفل في الحرج والحياء من جراء ممارسة التسول فقد بينت الدراسة إن 76.66% فهم لا يشعرون بالحرج وذلك يرجع الى اسلوب التنشئة الاجتماعية السيئة التي تسببت في سحق مفهوم الذات لديهم 0و بالنسبة إلى أوقات التسول و أماكنه فان كانت 43.33% أيام الجمع و51.66% تمت في الشوارع والأسواق وتقاطعات الطرق .
وصايا الحلقة النقاشية
1- ضرورة وضع خطة وطنية شاملة لمواجهة ظاهرة تسول الأطفال تشارك فيها كافة أجهزة الدولة المعنية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية بشكل متكامل وبأسلوب تتابعي يتلاءم مع طبيعة الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة في المجتمع .
2- ضرورة شمول عوائل المتسولين براتب شبكة الحماية الاجتماعية لتحسين وضعهم المعيشي ويجنبهم دفع أطفالهم للتسول .
3- تفعيل دور القانون لمعاقبة الأشخاص الذين يشكلون عنصر أساسي لحث ألأطفال على التسول .
4- مطالبة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بفتح دور الدولة لرعاية الأطفال في محافظة ديالى للحد من ظاهرة تسول الأطفال المشردين في المحافظة0
5- اعتماد برامج إعلامية شاملة توضح خطورة تسول الأطفال على المستويات كافة .
مطالبة وزارة التربية بتفعيل قانون التعليم الإلزامي للقضاء على ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس ومن ثمة تسولهم لاحقاً .
6- إعادة نظام التغذية المدرسية وبخاصة في المناطق الفقيرة لجذب الأطفال إلى المدارس وإبعادهم عن التسول .